Tuesday, April 22, 2014

الام

الام




الام الام كلمة الحنان والدفء والمحبة, كلمة العواطف والرقة, الام هي الكلمة التي ينبعث منها رائحة الياسمين والبنفسج مع هبوب الرائحة المليئة بتعابير الحب والعطف. الام هذه الكلمة صغيرة قد لا يكون معناها شيء كبير لكنها في الواقع انها الكلمة التي ضوئها يبقى صامدا ولا تسمع انينها حتى لو هبت العواصف والثلوج. انها الكلمة التي تخفي وراءها الكثير من التعابير المعبرة . انها الكلمة التي هي شمعة الحياة وبدونها لا يوجد معنى للحياة, الام التي تخفي وراء ضحكتها الحزن والتعب تخفيها خوفا من اشعارنا بأننا احزناها او اسأنا فهمها دون قصد. الام هي التي وصى بها الرسول فقال :"الجنة تحت اقدام الامهات." وسأروي لكم الان قصة تحكي عن الحب ومحبة الام. في يوم من الايام لدى امرأة طفل صغير احبته جدا وكانت تعطف له وتبرز فؤاد وحنانها له دائما, فكانت هذه الام امرأة فقيرة زوجها توفي في حرب بعد انجابها الطفل باشهر, وكما نعلم ان الطفل يحتاج الى الطعام فلم تعرف ماذا تفعل وحملت الطفل وبدأت تبحث عن عمل تكسب به النقود لاطعام الطفل الصغير لا لاطعام نفسها, ولكن الناس لم يرضو ان تعمل لديهم بسبب لباسها ومنظرها الذي يدل على الناس من المستويات المنخفضة,الا انها كانت مخلصة لزوجها محبة لابنها. وبعد مرور اسابيع والبحث عن العمل يئست الام في ذلك, ماذا افعل قالت الام ؟ وبعد تفكير طويل وعذاب اليم لهذه الام قررت السرقة فقالت الام : لا يوجد امامي خيار آخر ماذا افعل يا ترى؟ وفي النهاية قررت الام السرقة فذهبت الى بيت غني وسرقت ما يكفي لابنها وهربت, واشترت من النقود المسروقة الطعام وقالت في نفسها : سامحني يا بني اضررت الى فعل هذا الشيء فلو لم افعل لمت من الجوع. بعد عدة ايام رات الام ورقة معلقة على الحائط كتب فيها بان هناك سارق سرق اموال من بيت غني, ومن يجد السارق يكون جزاؤه مبلغ من المال, فاسرعت الام وهربت بابنها الى مدينة اخرى لكي لا تنكشف واشترت ثياب جديدة لها ولابنها وذهبت للعمل في محل تجاري حتى اصبحت تملك المال, وكبر ابنها وادخلته المدرسة وكبر وكبر حتى تزوج, فقالت الام لابنها : يا بني عندما كنت رضيعا سرقت مال من بيت غني وها انا قد ارتحت وهدأ بالي عليك والان علي الذهاب الى السجن لكي اعاقب وحافظ على نفسك جيدا, وسآتي بعد السجن مباشرة اليك, اتمنى لك ولزوجتك حياة سعيدة. بعدها ذهبت الام الى عالم آخر وهي مرتاحة لانها اسعدت طفلها وجعلته يكبر ويكبر. هذه القصة يا اصدقائي تعبر لكل من لا يعرف قيمة الام .
أمي .. كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلبا للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه تجاه أبنائهن ، ونحن نستقبل يوم الأم في الحادي والعشرين من مارس كل عام تنعشنا نسمات الربيع العليلة وشذا زهوره الفواحة ولكنها أيضا تذكرنا بوجه نضيء به عتمة نفوسنا ويشرق بأرواحنا ليعم الأمن والسكينة .. وجه الأم..
وقد وصى الحق تبارك وتعالى بالأم ، كما حثنا رسوله صلوات الله وسلامه عليه على برها ، وتبارى الشعراء حول العالم والمبدعين في استحضار معاني الأمومة وتصوير حبهم لأمهم .. ونبدأ جولة بين أسمى الكلمات عن الأم .



آيات قرآنية عن الأم



أم كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم الكتاب"، و"أم القرى".
ولقد أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه: "ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" لقمان:14-15 .



كما قال تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً". الأحقاف:15 .



والإسلام قدّس رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات قال سبحانه: "حُرمت عليكم أمهاتكم" النساء:23. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم"الأحزاب: 4 "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم". المجادلة:2.



إلا أن هذه الرابطة تتأثر بهول يوم القيامة فقط، فيستقل الولد عن أمه، والأم عن ولدها قال سبحانه: "يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". عبس:34-36.



هذا وإن رباط الأمومة يبيح للولد أن يأكل من بيت أمه: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم" النور:61 .
وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسئولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسئولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إلى هذه المسئولية الأخلاقية في قوله: "ما كان أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً" مريم: 28. وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام.



وأوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته. قال سبحانه وتعالى: "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس". النساء:11 .
ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: "ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني.." الأعراف: 150 وفي موضع آخر قال: "يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" . طه:94 .



ومن الأمثلة التي ضربها الله سبحانه في القرآن للأمهات المثاليات أسوة للمؤمنات مريم وأم موسى عليهما السلام.



الأم في السنة النبوية



سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قيل: ثم من ؟ قال: "أمك". قيل ثم من؟ قال "أمك". قيل ثم من؟ قال: "أبوك". رواه البخاري .
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور". رواه البخاري .



ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سَبّ الوالدين وبيّن أنه من الكبائر فقال: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه". قيل يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسُب الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه". رواه البخاري .



وجاءت امرأة تسأله - صلى الله عليه وسلم - عن أمها التي ماتت وعليها صوم شهر؟ فقال: أرأيتِ لو كان على أمك دَين أكُنتِ قاضيَتَه؟ قالت: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فدين الله أحق بالقضاء" .
وكذلك امرأة سألت عن أمها وماتت ولم تحجّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُجيّ عنها" . رواه مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم شديد البر بمرضعاته ومربياته من ذلك أنه جاءت حليمة أمه بالرضاعة فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه.

No comments:

Post a Comment